هو
أعظم مسجد فی الإسلام ویقع فی قلب مدینة مکة غرب المملکة العربیة السعودیة
، تتوسطه الکعبة المشرفة التی هی أول بناء وضع على وجه الأرض ، وهذه هی
أعظم وأقدس بقعة على وجه الأرض عند المسلمین . والمسجد الحرام هو قبلة
المسلمین فی صلاتهم .
سُمی بالمسجد الحرام لحرمة القتال فیه منذ دخول النبی المصطفى صلى الله علیه وسلم إلى مکة المکرمة منتصراً .
والمسجد
الحرام هو أول المساجد الثلاثة التی تشد إلیها الرحال . فقد قال نبی
الإسلام محمد صلى الله علیه وسلم : " لا تُشَدُّ الرِّحَال إلاَّ إلى
ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدی هذا ، والمسجد الاقصى " .
الثانی : المسجد الاقصى
المسجد
الأقصى هو الإسم الإسلامی الذی سماه الله لهذا المکان فی القرآن حیث قال
تعالى : " سُبْحَانَ الَّذِی أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَیْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ
الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِی بَارَکْنَا حَوْلَهُ
لِنُرِیَهُ مِنْ آَیَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ
ومعنى
الإسم الأقصى أی الأبعد والمقصود المسجد الأبعد مقارنة بین مساجد الإسلام
الثلاثة أی أنه بعید عن مکة والمدینة على الأرجح . وقد کان المسجد الأقصى
یعرف ببیت المقدس قبل نزول التسمیة القرآنیة له .
أهمیة المسجد الأقصى
- أنه قبلة المسلمین الأولى .
- أنه مهبط الوحی وموطن الأنبیاء وهذا معلوم مقرر .
- أنه من المساجد التی تُشد الرحال إلیها .
- أن الله تعالى وصفه فی القرآن بأنه مبارک .
-
مبارک على أرض مقدسة , أن الله تعالى وصفها بأنها مقدسة فی قوله تعالى على
لسان موسى علیه السلام : ( یا قومِ ادخلوا الأرض المقدسة التی کتب الله
لکم ) .
- الصلاة فی المسجد الأقصى تعدل مائتین وخمسین صلاة .
- أن الأعور الدجال لا یدخل تلک الأرض .
- أن الرسول صلى الله علیه وسلم أسری به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى .
- وهناک الکثیر والکثیر .
الثالث : مسجد قباء
هو
أول مسجد أسس على التقوى وأول مسجد بنی فی الإسلام ، قال الله تعالى فی
سورة التوبة : " وَالَّذِینَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَتَفْرِیقًا
بَیْنَ الْمُؤْمِنِینَ وَإرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِنْ
قَبْلُ وَلَیَحْلِفُنَّ إنْ أَرَدْنَا إلاَّ الْحُسْنَى وَاللهُ یَشْهَدُ
إنَّهُمْ لَکَاذِبُونَ * لاَ تَقُمْ فِیهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ
عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ یَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِیهِ فِیهِ
رِجَالُ یُحِبُّونَ أنْ یَتَطَهَّرُوا وَاللهُ یُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِینَ
" . ( التوبة : 107- 108 ) .
هذه
الآیات تشهد لهذا المسجد العظیم بالعظمة ، والخیر والبرکات ، والتفوق على
غیره من المساجد . وقد جاء فی الحدیث : " من تطهر فی بیته وأتى مسجد قباء
فصلّى فیه صلاة فله أجر عمرة " ، وفی حدیث آخر : " من خرج حتى یأتی هذا
المسجد - یعنی مسجد قباء - فصلّى فیه کان کعدل عمرة " . وعن عبد الله بن
عمر - رضی الله عنهما - قال : کان النبی صلى الله علیه وسلم یأتی قباء یوم
السبت راکبًا وماشیًا .
کان
النبی صلى الله علیه وسلم هو أول من وضع حجراً فی قبلته ؛ فکان یأتی
بالحجر قد صهره إلى بطنه فیضعه فیأتی الرجل یرید أن یقله فلا یستطیع حتى
یأمره أن یدعه ویأخذ غیره ، ثم جاء أبو بکر بحجر فوضعه ، ثم جاء عمر بحجر
فوضعه إلى حجر أبی بکر .
یقع
هذا المسجد فی الجنوب الغربی للمدینة المنورة ، ویبعد عن المسجد النبوی
حوالی 5 /3 کیلومترات ، وله محراب ومنارة ، ومنبر رخامی ، وفیه بئر تنسب
لأبی أیوب الأنصاری ، وفیه مُصلّى النبی صلّى الله علیه وآله وسلم ، وکان
فیه مبرک الناقة .
وتاریخ
إنشاء المسجد لما سمع المسلمون بالمدینة المنورة بخروج رسول الله صلّى
الله علیه وآله وسلم من مکة المکرمة ، کانوا یخرجون کل یوم إلى الحرة أول
النهار ، فینتظرونه فما یردهم إلا حر الشمس . ولما وصل رسول الله صلّى
الله علیه وآله وسلم قریة قباء فی شهر ربیع الأول نزل فی بنی عمرو بن عوف
بقباء على کلثوم بن الهدم وکان له مربد ، فأخذه منه رسول الله صلى الله
علیه وآله وسلم وأسس مسجد قباء ، وهو أول مسجد أسس على التقوى ، وکان صلّى
الله علیه وآله وسلم ینقل بنفسه الحجر والصخر والتراب مع صحابته .
الرابع : المسجد النبوی الشریف
هو
من المساجد التی یشد الرحال إلیها ! وهو المسجد المبارک الذی أسس بنیانه
النبی الکریم صلوات الله تعالى وسلامه علیه ، وقد بنى یداً بید مع
المسلمین بناؤه الطاهر ، وهو مرکز الدعوة الأولى إلى الله تعالى ، عن أبی
هریرة رضی الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله علیه وسلم : " لا تشد
الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ، مسجدی هذا والمسجد الأقصى والمسجد الحرام "
.
روى
ابن حبان وأحمد الطبرانی بسند حسن عن أبی هریرة رضی الله عنه أن النبی صلى
الله علیه وسلم قال : " خیر ما رکبت إلیه الرواحل مسجدی هذا والبیت العتیق
" .
وأفضل ما فی المسجد النبوی الشریف الروضة الشریفة قال صلى الله علیه وسلم : " ما بین بیتی ومنبری روضة من ریاض الجنة " .
وروى أحمد عن أبی هریرة رضی الله عنه قول النبی صلى الله علیه وسلم : " بین بیتی ومنبری روضة من ریاض الجنة ، ومنبری على حوضی " .
وروى أحمد عن سهل بن سعد مرفوعاً : " منبری على ترعة من ترع الجنة " .
وفیه
المحراب والمنبر والأساطین وأیضاً من الأماکن المفضلة الحجرة النبویة
الشریفة ، وهی الحجرة التی سکنها النبی الکریم صلوات الله تعالى وسلامه
علیه وأزواجه المطهرات وتقع الحجرة بجوار مسجده صلى الله علیه وسلم وفیها
قبره علیه الصلاة والسلام وقبر أبی بکر وعمر رضی الله عنهما .
الخامس : مسجد الجمعة
عندما
هاجر الرسول المصطفى صلى الله علیه وسلم من مکة المکرمة إلى المدینة
المنـورة التی وصل إلیهـا یـوم الاثنین 12 من ربیـع الأول من العـام
الهجری الأول أقام علـیه الصـلاة والسـلام فی قباء أربعـة أیـام حتى صباح
یوم الجمعة الموافق 16 من شهر ربیع أول ( من العام نفسه ) ، ثم خرج صلى
الله علیه وسلم متوجهاً إلى المدینة المنورة ، ( وعلى مقربة من محـل
إقامتـه بقباء ) أدرکته صلاة الجمعـة فصلاها فی بطن ( وادی الرانوناء ) ،
وقد حدد المکان الذی صلى فیه رسول الله صلى الله علیه وسلم الجمعة وسمی
بعد ذلک ( بمسجد الجمعة ) .
وتم
بناؤه من الحجر الذی تهدم عدة مرات ، فأعید بناؤه وتجدیده فی کل مرة یتهدم
بها حتى عام 1409هـ عندما أمر خادم الحرمین الشریفین بهدم المسجد القـدیم
وإعادة بنائه وتوسعته وتـزویده بالمرافق والخـدمات اللازمة ( کسکن للإمام
والمؤذن ومکتبة ومدرسة لتحفیظ القران الکریم ومصلى للنسـاء مع دورات
المیاه ) وأصبح المسجد یستوعب لستمائة وخمسـین مصلیاً بعد أن کان لا
یستـوعب لأکثر من سبعین مصل وللمسجد منارة رفیعة بدیعة وقبـة رئیسیـة
تتـوسط ساحة الصـلاة إضافـة إلى أربع قباب صغیرة .
السادس : مسجد القبلتین
کانت
قبلة المسلمین منذ البعثة النبویة المبارکة هی " بیت المقدس " الذی کانت
الیهود تتوجه إلیه فی عباداتها ، وظلّ هذا المکان المقدس قبلةً للمسلمین
طیلة ثلاثة عشر عامًا یتوجهون إلیه فی عباداتهم وصلواتهم ، وما إلیها من
الأمور التی یشترط فیها مراعاة القبلة .
وفی
ظهر یوم الثلاثاء النصف من شهر شعبان أو رجب حسب أغلب الروایات من السنة
الثانیة للهجرة النبویة المبارکة ، أی بعد البعثة النبویة بثلاث عشرة سنة
وبعد ستة عشر أو سبعة عشر أو ثمانیة عشر شهراً من الهجرة النبویة تحوّلت
قبلة المسلمین من بیت المقدِس إلى الکعبة الشریفة .
ذکر
بن سعد فی الطبقات ( أن رسول الله صلى الله علیه وسلم زار أم بشر بن
البراء بن معرور فی بنی سلمة فصنعت له طعاماً وحانت صلاة الظهر فصلى رسول
الله صلى الله علیه وسلم بأصحابه رکعتین ثم أُمر أن یوجه إلى الکعبة
فاستدار إلى الکعبة واستقبل المیزاب فسمی المسجد مسجد القبلتین ) .
أما
المکان الذی تمّ فیه تغییر القبلة فهو مسجد ینسب لبنی حرام من بنی سلمة ،
وتذکر بعض المصادر أن بنی سواد بن غنم بن کعب هم الذین أقاموه على عهد
رسول الله صلى الله علیه وسلم . ومنذ هذه اللحظة سُمی هذا المسجد بمسجد
القبلتین ؛ لأن الصحابة صلّوا فیه صلاة واحدة إلى قبلتین .
یقع
المسجد فی الجنوب الغربی من بئر رومة قرب وادی العقیق وفوق رابیة مرتفعة
قلیلاً ، ویبعد عن المسجد النبوی خمسة کیلو مترات بالإتجاه الشمالی الغربی
.
السابع : مسجد بنی حرام
سمی
بذلک لوقوعه فی منازل بنی حرام . یقع المسجد غربی جبل سلع ، وعلى یمین
القادم من شارع السیح والمتجه إلى منطقة المساجد السبعة ، خلف المدرسة
الثانویة الثامنة للبنات .
وقد
ورد أن فی محله حدثت معجزة تکثیر الطعام على ید الرسول صلى الله علیه وسلم
فی غزوة الأحزاب أثناء حفر الخندق . وإنه صلى فی موضعه . عن جابر رضی الله
عنه أن النبی صلى الله علیه وسلم صلى فی مسجد الخربة ومسجد القبلتین وفی
مسجد بنی حرام بالقاع .
الثامن : مسجد الغمامة
مسجد المصلى ( الغمامة ) فی موضعه کان یصلى علیه الصلاة والسلام صلاة العید وصلاة الاستسقاء . ولهذا عُرف بمسجد المصلى .
عن
أنس بن مالک رضی الله عنه أن رسول الله صلى الله علیه وسلم خرج إلى المصلى
لیستسقی ، فبدأ بالخطبة ، ثم صلى وکبر واحدة افتتح بها الصلاة ، فقال : "
هذا مجمعنا ومستمطرنا ومدعانا لعیدنا ولفطرنا وأضحانا ، فلا یُبنى فیه
لبنة على لبنة ولا خیمة " .
عن أبی هریرة رضی الله عنه قال : کان النبی صلى الله علیه وسلم إذا قدم من سفر فمرّ بالمصلى ، استقبل القبلة ووقف یدعو .
التاسع : مسجد السقیا ( سعد )
وبهذا
الموضع تفقد النبی صلى الله علیه وسلم جیش بدر . وهذه الأرض کانت لسعد بن
أبی وقاص رضی الله عنه ، وفی هذا المکان دعا علیه الصلاة والسلام بالبرکة
للمدینة .
عن
أبی قتادة رضی الله عنه أن رسول الله صلى الله علیه وسلم توضأ ، ثم صلى
بأرض سعد ، بأصل الحرة ، عند بیوت السقیا ، ثم قال : " اللهم إن إبراهیم
خلیلک وعبدک ونبیک ، دعاک لأهل مکة ، وأنا محمد عبدک ونبیک ورسولک ، أدعوک
لأهل المدینة ، مثل ما دعاک به إبراهیم لأهل مکة ، ندعوک أن تبارک لهم فی
صاعهم ومدهم وثمارهم ، اللهم حبب إلینا المدینة کما حببت إلینا مکة ،
واجعل ما بها من وباء بخم ، اللهم إنی قد حرمت ما بین لابتیها ، کما حرمت
على لسان إبراهیم الحرم " . رواه أحمد
العاشر : المساجد السبعة
وهی
من معالم المدینة المنورة ، وهی مجموعة مساجد صغیرة عددها الحقیقی ستة
ولیس سبعة ، ویروی بعضهم أن مسجد القبلتین یُضاف إلیها حیث یبعد عنها (
2کیلو متر مربع ) فقط لأن من یزورها یزور ذلک المسجد أیضاً فی نفس الرحلة
فیصبح عددها سبعة .
وتقع
هذه المساجد الصغیرة فی الجهة الغربیة من جبل سلع عند جزء من الخندق الذی
حفره المسلمون فی عهد النبوة للدفاع عن المدینة المنورة عندما زحفت إلیها
قریش والقبائل المتحالفة معها سنة خمس للهجرة .
ویُروى
أنها کانت مواقع مرابطة ومراقبة فی تلک الغزوة وقد سُمی کل مسجد بإسم من
رابط فیه ، عدا مسجد الفتح الذی بُنی فی موقع قبة ضُربت لرسول الله صلى
الله علیه وسلم وهذه المساجد على التوالی من الشمال إلى الجنوب هی :