اطـــــــــــــــــــلال

اطـــــــــــــــــــلال

صوروغرائب.شعر.اسلامیات.همسات
اطـــــــــــــــــــلال

اطـــــــــــــــــــلال

صوروغرائب.شعر.اسلامیات.همسات

زلزال المغرب.

زلزال المغرب.. کیف تحرکت الأرض بقوة 6.8 درجات بعد 399 عاما؟

منطقة حدود الصفائح فی المغرب معقدة للغایة، حیث توجد مناطق متعددة من الصدوع النشطة بدلا من صدع واحد محدد جیدا، ونظرا لأن الحرکات النسبیة بطیئة فمن الصعب استخدام أدوات الجیودیسیا لتحدید الصدوع النشطة ومدى سرعة تحرکها

المغرب تعرض لزلزال بقوة 6.8 درجات ضرب على بعد حوالی 70 کلم جنوب غربی مراکش (رویترز)

بعد نحو 399 عاما على زلزال 11 مایو/أیار 1624 -الذی ضرب مدینة فاس، والذی وصفته دراسة نشرت فی العام 2017 بأنه "من أسوأ الکوارث الطبیعیة فی تاریخ المغرب"- تعرضت البلاد مساء الجمعة 9 سبتمبر/أیلول 2023 لهزة أرضیة مماثلة.

وضرب زلزال بشدة 6.8 درجات على بعد حوالی 70 کیلومترا جنوب غربی مراکش فی الساعة الحادیة عشرة و11 دقیقة مساء بالتوقیت المحلی، وشعرت به مناطق واسعة بالشمال والشمال الشرقی للمغرب، وامتد الشعور به إلى مناطق فی الجزائر وإسبانیا والبرتغال.

ووفق مقاییس قوة الزلازل، فإن هزة أرضیة بقوة 6.8 درجات تعد من الزلازل القویة، لکن حتى الزلازل المعتدلة القوة قادرة على التسبب فی أضرار جسیمة بهذه المنطقة، فعلى بعد حوالی 140 کیلومترا إلى الجنوب الغربی من منطقة الزلزال الأخیر قتل زلزال بقوة 5.8 درجات فی عام 1960 بین 12 ألفا و15 ألف شخص.

A violent earthquake has destroyed mostly all the southern Moroccan port of Agadir, March 2, 1960. Building and houses have collapsed and first reports say that several thousands of persons have been killed or wounded. Here is a 2CV-Citroen car under a collapsed house in Agadir, Morocco. (AP Photo)
المغرب تعرض لزلزال بقوة 5.8 درجات فی العام 1960 أسفر عن وفاة 12 ألفا إلى 15 ألف شخص (أسوشیتد برس)

مقارنة بزلزال العام 1960

ویطلق الزلزال بقوة 5.8 درجات طاقة أقل بمقدار 10 مرات تقریبا من زلزال بقوة 6.8 کالذی حدث مساء الجمعة (الواحد الصحیح فی مقاییس الزلازل یعنی زیادة 10 أضعاف)، ومع ذلک فإن الدمار الکارثی فی ​​زلزال العام 1960 یرجع جزئیا إلى المبانی التی شیدت بالطین المضغوط والرمل والحصى المدکوک لتشکیل الجدران والهیاکل، وقد انهارت هذه المبانی بالکامل، حیث عادة ما یکون البناء غیر الملائم هو المساهم الأکبر فی کوارث الزلازل.

ورغم أن زلزال العام 1960 أدى إلى تغییرات فی قواعد البناء فی المغرب فإن العدید من المبانی -خاصة المنازل الریفیة- لم تراع تلک القواعد، وهو ما یرجعه بیل ماکغوایر أستاذ المخاطر الجیوفیزیائیة والمناخیة فی جامعة کولیدج لندن إلى ندرة حدوث الزلازل الکبیرة فی المغرب.

ویقول ماکغوایر فی تقریر نشرته وکالة أسوشیتد برس الأمیرکیة إن "المشکلة هی أنه عندما تکون الزلازل المدمرة نادرة فإن المبانی ببساطة لا یتم تشییدها بقوة کافیة للتعامل مع الهزات الأرضیة القویة، مما یؤدی إلى انهیار الکثیر منها وسقوط عدد کبیر من الضحایا".

واستنادا إلى قوة الزلزال وضعف المبانی المحلیة توقع نظام التقییم الفوری للزلازل العالمیة (بی إیه جی إی آر) التابع لهیئة المسح الجیولوجی الأمیرکیة وقوع وفیات کبیرة، لکن الهیئة الأمیرکیة أکدت أن هذه التقدیرات غیر مؤکدة، وذلک لعدم وقوع زلازل مماثلة فی هذا الجزء من المغرب بالقدر الکافی لتدریب نظامهم الذی یعمل بالذکاء الاصطناعی على استخلاص توقع دقیق.

کما أثرت ندرة وقوع الزلازل فی قدرة نظام التقییم الفوری للزلازل العالمیة فی وضع تقدیرات مؤکدة للخسائر وحدّت من قدرة الباحثین على وضع تصور دقیق للأسباب التی أدت إلى تحرک الأرض بقوة 6.8 درجات فی منطقة مختلفة عن زلزال 11 مایو/أیار 1624.

ووفقا لهیئة المسح الجیولوجی الأمیرکی، فإن الزلازل بقوة 6 درجات أو أقوى لیست شائعة فی هذه المنطقة، فمنذ عام 1900 لم یقع أی زلزال بقوة 6 أو أقوى ضمن مسافة 500 کیلومتر من هذا الزلزال، ولم تقع سوى 9 هزات بقوة 5 درجات أو أقوى، ومعظم هذه الهزات کانت قد وقعت إلى الشرق من زلزال 8 سبتمبر/أیلول 2023.

Earthquake in Agadir, Morocco, destroyed this hotel in 1960. (Photo by Daily Mirror/Daily Mirror/Mirrorpix via Getty Images)
زلزال العام 1960 أدى إلى تغییرات فی قواعد البناء فی المغرب (غیتی)

إذن، ما الذی حدث؟

یقول زکریا همیمی نائب رئیس الاتحاد الدولی لأخلاقیات علوم الأرض للجزیرة نت إن "هناک صعوبة کبیرة فی فهم ما حدث فی المغرب، فإلى جانب ندرة وقوع الزلازل کبیرة الحجم فی الماضی والتی تساعدنا على فهم ما حدث فی 8 سبتمبر/ أیلول 2023 فإن موقع المغرب معقد للغایة".

ویوضح "یقع المغرب على طول حدود صفیحة تکتونیة غیر مفهومة وبطیئة الحرکة تفصل بین شمال أفریقیا (الصفیحة النوبیة أو ما یطلق علیها الأفریقیة) وأوروبا (الصفیحة الأوراسیة)، وتتحرک الصفیحة الأوراسیة جنوبا وشرقا بالنسبة للصفیحة النوبیة بمعدل 4 ملیمترات فقط فی السنة".

والصفائح التکتونیة هی کتل صخریة تتحرک ببطء شدید بالنسبة إلى بعضها البعض، وعادة ما تکون بضعة سنتیمترات فی العام، ویسبب هذا التحرک ولو کان بطیئا قدرا هائلا من الصدوع عند حدود الصفائح، مما یسبب بدوره حدوث زلازل.

ویضیف همیمی أن "منطقة حدود الصفائح فی المغرب معقدة للغایة، حیث توجد مناطق متعددة من الصدوع النشطة بدلا من صدع واحد محدد جیدا، ونظرا لأن الحرکات النسبیة بطیئة فمن الصعب استخدام أدوات الجیودیسیا (علم یبحث فی الموضوعات التی تتصل بحجم الأرض وشکلها وأبعادها وباطنها ومجالها المغناطیسی وحرارة باطنها) لتحدید الصدوع النشطة ومدى سرعة تحرکها فعلیا".

المغرب یقع على طول حدود صفیحة تکتونیة غیر مفهومة وبطیئة الحرکة (رویترز)

أی الصدوع تمزقت؟

ونتیجة لهذا الوضع المعقد الذی شرحه همیمی فإن هیئة المسح الجیولوجی الأمیرکی لم تقطع بتحدید الصدع الذی تمزق وتسبب فی الزلزال، ووضعت بعض الاحتمالات استنادا إلى ما تعرف بـ"الآلیة البؤریة"، وهی دراسات تصف التشوه فی منطقة المصدر الذی یولد الموجات الزلزالیة، وتشیر إلى اتجاه مستوى الصدع الذی انزلق.

ویقول رئیس قسم الزلازل فی المعهد القومی للبحوث الفلکیة والجیوفیزیقیة بمصر شریف الهادی فی تصریحات هاتفیة للجزیرة نت إنه "وفقا لدراسات الآلیة البؤریة فإن هناک احتمالین، أحدهما صدع دفعی مائل على صدع منخفض الزاویة ینحدر نحو الجنوب الغربی أو صدع انزلاقی مائل على صدع شدید الانحدار ینحدر نحو الشمال الغربی".

ویضیف أن الهیئة الأمیرکیة تقترح أن "المرشح الرئیسی للصدع الذی استضاف التمزق هو على الأرجح صدع الأطلس الشمالی، وهو صدع دفعی مائل ینحدر جنوبا ویتبع الحافة الشمالیة لسلسلة جبال الأطلس".

ویشیر الهادی إلى أن حالة عدم الیقین الواضحة فی تفسیر زلزال المغرب تؤکد على أهمیة إعطاء مزید من الاهتمام لدراسات الزلازل فی المغرب، لأنها قلیلة جدا قیاسا بالوضع المعقد لموقع المغرب، إذ لا یزال أمامنا الکثیر لنتعلمه عن المخاطر التی تشکلها الصدوع فی المنطقة.

A Muslim survivor is hauled unconsciousness from beneath the ruins of a building in Agadir, Morocco, during rescue work in the earthquake-ravaged city, March 8, 1960. His right arm, which was trapped under tons of fallen masonry, was amputated by a French Naval surgeon, before he was rescued. (AP Photo)
الهزات الارتدادیة البسیطة قد تمثل خطرا کبیرا على المنطقة (أسوشیتد برس)

هل ستحدث هزات ارتدادیة؟

ولا تمتد حالة عدم الیقین هذه إلى الإجابة عن سؤال مهم بشأن احتمالیة وقوع هزات ارتدادیة، ذلک لأن جمیع الزلازل الکبیرة کالتی حدثت فی المغرب تبعتها هزات ارتدادیة.

والهزات الارتدادیة -کما یعرّفها الهادی- هی الزلازل المرتبطة بتغیرات الضغط الناجمة عن زلزال سابق أکبر، ویقول إن "المغرب سجل بالفعل هزة ارتدادیة بقوة 4.9 درجات، ومما لا شک فیه أن عددا من الهزات الأصغر قد حدثت أیضا".

وفی بعض الحالات الأقل شیوعا یمکن أن یؤدی الزلزال إلى حدوث آخر بنفس الحجم أو أکبر کما حدث فی زلزال ترکیا وشمال سوریا فی فبرایر/شباط الماضی، لکن زکریا همیمی یستبعد إمکانیة حدوث ذلک فی المغرب، ویقول "الزلزال الأول فی ترکیا حدث فی صدع شرق الأناضول، والآخر الذی کان قریبا منه فی القوة حدث بصدع شمال الأناضول، وهذه صدوع مقترنة، لکن الصدوع فی المغرب لیست مقترنة، وبالتالی لیس من المرجح أن تتولد هزات ارتدادیة بنفس حجم الزلازل الأول أو أکبر".

لکنه یشدد على أن الهزات الارتدادیة البسیطة تمثل خطرا کبیرا على المنطقة، ولا ینبغی للناس أن یعودوا إلى منازلهم التی ربما تکون قد تضررت فی الزلزال الأولی، لأن الهزات الارتدادیة یمکن أن تتسبب فی انهیار الهیاکل الضعیفة.

المصدر : أسوشیتد برس

نظرات 0 + ارسال نظر
برای نمایش آواتار خود در این وبلاگ در سایت Gravatar.com ثبت نام کنید. (راهنما)
ایمیل شما بعد از ثبت نمایش داده نخواهد شد