اطـــــــــــــــــــلال

اطـــــــــــــــــــلال

صوروغرائب.شعر.اسلامیات.همسات
اطـــــــــــــــــــلال

اطـــــــــــــــــــلال

صوروغرائب.شعر.اسلامیات.همسات

ظهور الفساد فی البر والبحر، بالصور

عقد علماء البیئة اجتماعاً فی فرنسا (مؤتمر باریس 2 فبرایر 2007)، وخرجوا بثلاث نتائج اتفق علیها أکثر من 500 عالم من مختلف دول العالم:

1- لقد بدأت نسب التلوث تتجاوز حدوداً لم یسبق لها مثیل من قبل فی تاریخ البشریة، وهذا یؤدی إلى إفساد البیئة فی البر والبحر. ففی البر هنالک فساد فی التربة، وفساد فی المیاه الجوفیة وتلوثها، وفساد فی النباتات ، حیث اختل التوازن النباتی على الیابسة.

وفی البحر بدأت الکتل الجلیدیة بالذوبان بسبب ارتفاع حرارة الجوّ، وبدأت الکائنات البحریة بالتضرر نتیجة ذلک. إذن هنالک فساد فی البیئة وهذا ما عبَّر عنه أحد العلماء، یقول الدکتور جفری شانتون أحد علماء البیئة فی جامعة فلوریدا:

carbon dioxide (CO2), has increased in the atmosphere and now threatens to spoil our nest.

إن غاز الکربون ازداد فی الغلاف الجوی بشکل أصبح ینذر بفساد أرضنا [1]. وانظر کیف یستخدم هذا العالم فعل الإفساد للبیئة! وأن درجة الحرارة للأرض سترتفع ثلاث درجات خلال هذا القرن إن لم تُتخذ الإجراءات المناسبة.




یبین هذا المخطط أن معدل درجة الحرارة ارتفع درجة خلال المئة سنة الماضیة، وهذا الارتفاع سوف یؤدی إلى الکثیر من الکوارث الطبیعیة، مثل الأعاصیر وازدیاد التصحّر والأمطار الحامضیة وغیر ذلک.

2- اتفق 500 عالم على أن الإنسان هو المسؤول عن هذا الإفساد للبیئة، ویقولون: إن الناس بسبب إفراطهم وعدم مراعاتهم للتوازن البیئی الطبیعی، فالحروب والتلوث والإفراط فی استخدام التکنولوجیا، دون مراعاة البیئة وقوانینها، کل ذلک أدى إلى تسارع فی زیادة نسبة الکربون فی الجوّ [2] حیث تضاعفت نسبته أکثر من عشرة أضعاف منذ بدایة الثورة الصناعیة (أی منذ 300 سنة).



هنالک ظاهرة تسمى الاحتباس الحراری، فالغازات الناتجة عن المصانع والسیارات تُحبس داخل الغلاف الجوی وترفع درجة حرارته وتلوث الجوّ والبر والبحر، وتؤدی إلى ازدیاد نسبة الکربون، وقد أکد العلماء إن الناس هم الذین سببوا هذا الإفساد فی البیئة وأخلّوا بالتوازن الطبیعی لها.

3- وجّه العلماء فی نهایة اجتماعهم نداء عاجلاً وإنذاراً لجمیع دول العالم أن یتخذوا الإجراءات السریعة والمناسبة للحدّ من التلوث لتلافی الأخطار القادمة الناتجة عن التلوث الکبیر فی الجو والبحر والیابسة [3].



هذه صورة للفیضانات التی حدثت مؤخراً فی باکستان وشردت الملایین، وکانت الخسائر بالملیارات... کل هذا حدث بسبب الفساد البیئی الذی حذر القرآن منه!

الإعجاز العلمی فی آیة واحدة
القرآن هو کتاب المعجزات، ففیه معجزات إلهیة لا تُحصى، فقد تحدث القرآن الکریم فی آیة من آیاته عن هذه النتائج الثلاثة بدقة مذهلة، یقول تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِی الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا کَسَبَتْ أَیْدِی النَّاسِ لِیُذِیقَهُمْ بَعْضَ الَّذِی عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ یَرْجِعُونَ) [الروم: 41]. فقد تضمنت هذه الآیة الکریمة إشارة إلى النتائج الثلاثة التی اتفق علیها العلماء الیوم وهی:

1- (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِی الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) اتفق العلماء على أن الفساد فی البیئة وکلمة الفساد تشمل التلوث والتغیرات المناخیة وکل شیء جاوز الحدّ، ومن معانی الفساد (الجدْب) أی التصحر، وهو ما یحدث الیوم على الأرض حیث یؤکد العلماء أن المساحة الخضراء تتقلص بفعل البشر وسوف تزداد الأراضی الجافة والمتصحرة فی الأعوام القادمة بسبب زیادة التلوث. ویؤکدون أیضاً أنالفساد البیئی یشمل البرّ والبحر، تماماً کما جاء فی الآیة الکریمة.

2- (بِمَا کَسَبَتْ أَیْدِی النَّاسِ) یؤکد العلماء أن التلوث والفساد البیئی فی البر والبحر إنما نتج عن الإنسان، فالناس هم المسؤولون عن هذا التغیر البیئی الخطیر، تماماً کما حدثنا القرآن قبل ألف وأربع مئة سنة.

3- (لِیُذِیقَهُمْ بَعْضَ الَّذِی عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ یَرْجِعُونَ) وتتضمن هذه الآیة تحذیراً للناس فی أن یرجعوا إلى الإصلاح فی الأرض وتدارک هذا الفساد البیئی الذی نتج بسبب تجاوزهم الحدود التی خلق الله الأرض علیها وأن یعیدوا للغلاف الجوی توازنه ویقللوا من کمیة الملوثات التی یطلقونها کل یوم والتی تقدر بملایین الأطنان!! هذا التحذیر هو نفسه الذی أطلقته منظمة الأمم المتحدة قبل أیام!!

إذن الآیة الکریمة تحدثت ظهور الفساد الذی یشمل البر والبحر، وقد عبّر القرآن عن ذلک بکلمة (ظَهَرَ) بالماضی لأن القرآن لا ینطق إلا بالحق فالمستقبل بالنسبة لله تعالى هو حقیقة واقعة لا مفر منها وکأنها وقعت فی الماضی وانتهى الأمر، ولذلک جاء التعبیر عن هذه الحقیقة العلمیة بالفعل الماضی. کذلک تحدثت الآیة الکریمة عن المسؤول عن هذا الفساد البیئی وحددّت الفاعل وهو الإنسان، وتحدثت عن إمکانیة الرجوع إلى العقل والمنطق وإلى العمل على إعادة التوازن للأرض.



حرائق الغابات فی روسیا تسبب بخسائر فادحة وأحرقت فی الست ساعات الأولى فقط أحرقت النار أکثر من 86000 هکتار من الغابات! وطبعاً السبب الرئیسی لهذه الحرائق هو الفساد البیئی الذی سببه الإنسان للأرض.
ولا تفسدوا فی الأرض بعد إصلاحها: رؤیة جدیدة
لقد دلت القیاسات الإشعاعیة لصخور الأرض أن عمر هذه الأرض بحدود 4.6 بلیون سنة، حیث کانت الأرض فی بدایاتها عملاقاً ملتهباً مغلفة بالصخور الملتهبة، وهناک ملایین النیازک التی تصطدم بسطحها کل یوم، لقد کانت هذه الاصطدامات بمثابة مطرقة تدق وتسوِّی هذه الأرض حتى أخذت شکلها الکروی.

ثم بدأت هذه الأرض بالتبرد شیئاً فشیئاً، وبدأ بخار الماء بالتکثف حولها فی الغلاف الجوی، وبدأت الغیوم بالتشکل والأمطار بالتساقط بغزارة، مما أدى إلى تبرید الأرض ونشوء البحار التی غلَّفت الأرض بالکامل.

ثم بدأت القشرة الأرضیة بالتشکل وبدأت التشققات تظهر على هذه القشرة فشکلت ما یسمى بالألواح الأرضیة، وبدأت هذه الألواح بالحرکة والتصادم فیما بینها لتتشکل الجبال وتنشأ الأنهار، ویظن العلماء أن الحیاة بدأت على هذه الأرض قبل 3 بلیون سنة ویقول العلماء حدث انقراض مفاجئ للعدید من أنواع الکائنات الحیة مثل الدیناصورات التی انقرضت قبل 65 ملیون سنة، بعد أن أفسدت فی الأرض وقامت المذابح وسفکت دماء بعضها، فنزل نیزک ضخم اخترق الغلاف الجوی للأرض وسبب الحرائق والدمار والتلوث فهلک هذا النوع من المخلوقات بالکامل.
تکرار تلوث الأرض
إن العلماء عندما درسوا تاریخ الأرض وجدوا أن الأرض فی بدایات خلقها کانت ملوثة بالغازات السامة بشکل کبیر، بل لم یکن الأکسجین قد ولد بعد، بل کان الغلاف الجوی عبارة عن غازات سامة وبخار ماء.
ثم وعبر ملایین السنین ونتیجة عملیات فیزیائیة قدَّرها الله تم تنقیة جو الأرض من هذه الغازات وامتلأ بالهواء النقی، وهکذا أصلح الله الأرض للحیاة، أی لتکون صالحة للحیاة على ظهرها.

ویخبرنا العلماء بأن کمیة غاز الکربون وغاز المیثان کانت أعظم بمئات المرات مما هی علیه الیوم، أی کان هناک فساد فی جو الأرض وأصلحه الله من خلال خلق النباتات التی امتصت هذا الغاز لصنع غذائها، ومن خلال ذوبان جزء هذا الغاز السام فی المحیطات. وبنفس الوقت خلق الله کمیات هائلة من البکتریا التی تنتج الأکسجین بکمیات کبیرة، واستمرت هذه العملیة ملایین السنین وکانت البکتریا والنباتات بمثابة أجهزة لتنقیة جو الأرض!



کانت الأرض ذات یوم ملوثة بشدة فأصلحها الله لنا، ویقول العلماء إن نسبة غاز الکربون کانت تزید على ما هی علیه الیوم مئات المرات، ثم حدثت عملیات فیزیائیة وحیویة معقدة نتج عنها الغلاف الجوی النقی، ولکن الدراسات تشیر إلى ازدیاد نسبة غاز الکربون من جدید وتنذر بالخطر والکوارث الطبییة.
نعمة غاز الکربون
لقد اختار الله برحمته أن ینقِّی أرضنا من غاز الکربون السام، هذا الغاز کان فی عصر من العصور یغطی الأرض بشکل کثیف، أصبحت نسبته الیوم بحدود 0.035 % بکلمة أخرى فی کل مئة ألف غرام هواء هناک 35 غرام من غاز الکربون.

ولو تأملنا بقیة کواکب المجموعة الشمسیة نلاحظ أن جوها فاسد وغیر صالح للحیاة، فعلى سبیل المثال تبلغ نسبة غاز الکربون على سطح المریخ 96 % أما على سطح کوکب الزهرة فتبلغ نسبة هذا الغاز أکثر من 98 % ، وطبعاً عندما نجد نسبة غاز الکربون منخفضة جداً على سطح الأرض (نسبة 35 بالمئة ألف)، فهذا من رحمة الله تعالى علینا.

ویؤکد العلماء فی بحث أجروه فی جامعة شیکاغو أن غاز الکربون هو بحق نعمة من نعم الخالق فهو یعمل على تنظیم درجة الحرارة على سطح الأرض، وإن أی تغییر فی نسبة هذا الغاز سوف یسبب الکوارث والأعاصیر.
نعمة الأکسجین
لماذا جعل الله نسبة الأکسجین فی جو الأرض بحدود 21 بالمئة؟ طبعاً لأن هذه النسبة هی المناسبة لاستمرار الحیاة، ویقول الباحثون لو کانت نسبة الأکسجین فی الغلاف الجوی أقل من 15 بالمئة فإن النار لن تشتعل، لأن کمیة الأکسجین لن تکون کافیة لإتمام التفاعل. ولو کانت کمیة الأکسجین أکبر من 25 بالمئة سوف یحترق کل شیء على الأرض من دون شرارة فقط بسبب حرارة الشمس!

والشیء الغریب الذی یعجب منه العلماء هو أن الکائنات الدقیقة على الأرض إذا تعرضت لأشعة الشمس مباشرة فإنها تموت على الفور، ولکن من رحمة الله تعالى أنه زوَّد الغلاف الجوی بطبقة من غاز الأوزون هذه الطبقة تمتص الأشعة فوق البنفسجیة القادمة من الشمس، ولولا هذه الطبقة لماتت المخلوقات على الأرض منذ زمن، بل لم یکن ممکناً للحیاة أن تنشأ أبداً!

طبعاً قد یسأل سائل: کیف یعرف العلماء بنسبة الأکسجین أو الکربون فی جو الأرض قبل ملایین السنین؟ لقد وجد العلماء أثناء أخذهم عینات من الجلید فی جبال الألب مثلاً، أن هذا الجلید یحوی فقاعات من الغاز، وبعد دراسة هذه الفقاعات وما تحویه من عناصر تدعى النظائر المشعة، فإنهم یستطیعون من خلال کمیة الإشعاع المتبقیة فی هذه العناصر أن یحسبوا عمر هذه الفقاعات، وکیف کان الجو السائد فی ذلک الزمن.




من رحمة الله علینا أنه هیَّأ لنا الجو المناسب لنعیش فیه على الأرض، فالأرض تملک غلافاً جویاً رائعاً یحوی بحدود 0.03 % من غاز الکربون (أی نسبة مئویة تقدر بثلاثة بالعشرة آلاف) وهذه النسبة مناسبة للحیاة على الأرض، بینما نجد أن کوکب المریخ له غلاف جوی رقیق ممتلئ بغاز الکربون، وکذلک کوکب الزهرة، وهذه من النعم التی ینبغی علینا أن نشکر الله علیها.
مستقبل لا یبشر بالخیر!
لقد دلت الدراسات أن نسبة غاز الکربون فی الجو الآن أعلى بثلاثین فی المئة من العصور السابقة، أما نسبة غاز المیثان فهی أعلى بنسبة مئة بالمئة من السنوات الماضیة. ونسبة غاز الکربون تزداد بمعدل واحد بالمئة کل عام، وهذه الزیادة خطیرة جداً، وهذه الزیادة المتسارعة هی بسبب النشاط البشری فی حرق الوقود وإنتاج الطاقة. ولذلک إذا استمرت الزیادة کما هی علیه الآن، فإنه خلال مئة عام ستکون نسبة غاز الکربون فی الهواء أعلى من أی وقت مضى على تاریخ الأرض خلال الملیون سنة الماضیة.
إن زیادة نسبة غاز الکربون سوف تتسبب بتغیرات مفاجئة بالمناخ، وهذا سوف یسبب بعض الکوارث الطبیعیة، وینتج عن ذلک مجاعة قد تجتاح العالم الفقیر خصوصاً، سوف یرتفع مستوى سطح البحر عدة أمتار بسبب ذوبان الجبال الجلیدیة فی القارة المتجمدة الشمالیة والجنوبیة. وهذا سیؤدی إلى غرق مدن ساحلیة بأکملها نتیجة هذا الارتفاع الکبیر.

إن زیادة نسبة الکربون فی الجو خلال العصور السابقة للأرض کانت بفعل الظواهر الجیولوجیة کالبراکین وما تقذفه من غازات، وعلى الرغم من الکمیات الهائلة التی أطلقتها البراکین فیما مضى، إلا أنها تبقى أقل بکثیر مما یطلقه البشر الیوم من ملوثات!



منحنی یمثل ازدیاد نسبة غاز الکربون منذ عام 1958 وحتى عام 2004، ویظهر الازدیاد المتسارع فی نسبة هذا الغاز السام، فقد صعدت النسبة من 300 جزءاً فی الملیون، إلى 400 جزءاً فی الملیون خلال الخمسین عاماً الماضیة!
القرآن یتحدث عن دورة تلوث الأرض
کما رأینا فإن الدراسات الحدیثة لتاریخ الأرض تدل على أن هناک دورة للغلاف الجوی للأرض، حیث کان ذات یوم ملیئاً بالغازات السامة، ثم انخفضت نسبة الغازات السامة تدریجیاً وفق عملیة دقیقة ومعقدة تم عبرها إصلاح هذا الخلل فی جو الأرض ولولا هذه العملیات لم یکن للحیاة أن تنشأ على الأرض.
والیوم یخبرنا العلماء أن نسبة التلوث ازدادت من جدید فنجد العلماء یطلقون الصیحات المحذرة للبشر ألا یلوّثوا هذه الأرض لأن ذلک سیؤدی إلى الکثیر من الکوارث البیئیة ولذلک فقد سبق القرآن هؤلاء العلماء للإشارة إلى هذه الحقیقة العلمیة فأکد لنا القرآن أن الأرض کانت ذات یوم غیر صالحة للحیاة فأصلحها الله وأمرنا ألا نفسد فیها وأن ندعو الله لیجنبنا شر الکوارث فقال تعالى: (وَلَا تُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِیبٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ) [الأعراف: 56].



الانهیارات الأرضیة تسبب مقتل الآلاف والسبب هو بالطبع الفساد البیئی، وقد حدثت عدة انزلاقات وانهیارات طینیة فی الفیلیبین والصین وغیرها من الدول وتسبب بخسائر فادحة فی الأموال والأرواح... هل یعود الناس لخالقهم ویرجعون له؟
فهذه الآیة تضمنت عدة إشارات:
1- الإشارة إلى تجنب الإفساد فی الأرض وتلویثها فی قوله تعالى: (وَلَا تُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ).
2- الإشارة إلى أن الأرض کانت ذات یوم ملوثة فأصلحها اله لنا وأمرنا ألا نفسدها بعد إصلاحها فی قوله تعالى: (بَعْدَ إِصْلَاحِهَا).
3- الإشارة إلى أهمیة الدعاء فی هذا العصر لأن الفساد البیئی الیوم یهدد الأرض بالکوارث الطبیعیة مثل الأعاصیر والتسونامی والأمطار الحامضیة وغیر ذلک، فقال: (وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا).
4- الإشارة إلى ألا نفقد الأمل فی رحمة الله تعالى وأن نستبشر بالخیر وأن الله قادر على إصلاح هذا الخلل البیئی، فقال: (إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِیبٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ).
أکثر من 500 عالم یجمعون على هذه الحقیقة!
فی مؤتمر باریس 2 الذی عقد فی مطلع العام 2007 واجتمع فیه أکثر من 500 عالم من مختلف أنحاء العالم خرجوا بنتائج أهمها أن الفساد البیئی والتلوث قد شمل البر والبحر وحتى البشر والنبات والحیوان، وأن الإنسان هو المسؤول عن هذا الإفساد، وأن هناک إمکانیة للرجوع إلى النسب الطبیعیة لغاز الکربون فی الغلاف الجوی.

والعجیب أن القرآن لخَّص لنا هذه النتائج بآیة واحدة فقط تشیر إلى ظهور هذا الفساد فی البر والبحر بسبب الإنسان، یقول تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِی الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا کَسَبَتْ أَیْدِی النَّاسِ لِیُذِیقَهُمْ بَعْضَ الَّذِی عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ یَرْجِعُونَ) [الروم: 41].



الأعاصیر وما تجرّه من أخطار هی أهم نتائج التلوث البیئی، وهذا أحد نتائج الفساد الذی حذرنا القرآن منه، یقول تعالى: (وَلَا تُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِیبٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ) [الأعراف: 56].
ما هو الفساد؟
من معانی الفساد فی القاموس المحیط هو (الجدب)، والجدب یحدث کنتیجة لانقطاع المطر أو حدوث الکوارث الطبیعیة التی تفتک بالنبات والحیوان، ولذلک فإن الله أمر الإنسان ألا یکون سبباً فی تخریب جو الأرض وإفساده. وهذا ما حدثنا عنه القرآن بقوله تعالى عن کل من یسعى فی تخریب هذا النظام المتوازن للأرض: (وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِی الْأَرْضِ لِیُفْسِدَ فِیهَا وَیُهْلِکَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا یُحِبُّ الْفَسَادَ) [البقرة: 205].

إذن الفساد له أنواع، فساد أخلاقی وفساد بیئی، وقد نزلت هذه الآیات فی زمن لم یکن لأحد علم بأنه سیأتی یوم على الأرض تکون فیه نسبة التلوث عالیة جداً وتنذر بفساد جو الأرض.
الرسول یبشر بالخیر!
فی ظل هذه الإشارات المظلمة لمستقبل الأرض، تأتی إشارة نبویة کریمة بالأمل لنا نحن المسلمین عندما أکد لنا بأن البلاد العربیة وهی فی معظمها صحارى سوف تعود مروجاً وأنهاراً، یقول علیه الصلاة والسلام: (لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وانهاراً) [رواه مسلم].

فی هذا الحدیث الشریف بشرى للمسلمین أن الأنهار والمیاه والأمطار سوف تکثر وستکون سبباً فی جعل هذه الصحارى ملیئة بالغابات والأشجار والبحیرات، وهذا ما یؤکده العلماء فی أبحاثهم حدیثاً. ولذلک ینبغی علینا أن نکثر من الدعاء لله تعالى وأن نکثر من الاستغفار فالله تعالى یقول على لسان نبیه نوح علیه السلام: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ إِنَّهُ کَانَ غَفَّارًا * یُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَیْکُمْ مِدْرَارًا * وَیُمْدِدْکُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِینَ وَیَجْعَلْ لَکُمْ جَنَّاتٍ وَیَجْعَلْ لَکُمْ أَنْهَارًا) [نوح: 10-12].



تشیر الصور الملتقطة بالأقمار الاصطناعیة إلى أن منطقة الربع الخالی وهی من صحراء خالیة الیوم، کانت ذات یوم مغطاة بغطاء نباتی کثیف وکانت البحیرات والأنهار تنتشر فیها، وسوف تعود مستقبلاً لتمتلئ بالأنهار والمروج. المصدر وکالة ناسا.
وخلاصة البحث
ظن رحمة الله تعالى أنه خلق لنا هذه الأرض وقد کانت ملوثة جداً فأصلحها لنا وجعلها صالحة للحیاة ومریحة لنستقر علیها ونشکر نعمة الله، وأمرنا ألا نفسد فیها ونخرب هذا التوازن البیئی بعد أن أصلحه الله لنا، وأمرنا کذلک أن نکثر من الدعاء لیجنبنا شر الکوارث البیئیة التی تنتظر الأرض فقال: (وَلَا تُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِیبٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ) [الأعراف: 56].
والسؤال: ألیس القرآن کتاب معجزات؟

نظرات 0 + ارسال نظر
برای نمایش آواتار خود در این وبلاگ در سایت Gravatar.com ثبت نام کنید. (راهنما)
ایمیل شما بعد از ثبت نمایش داده نخواهد شد