اطـــــــــــــــــــلال

اطـــــــــــــــــــلال

صوروغرائب.شعر.اسلامیات.همسات
اطـــــــــــــــــــلال

اطـــــــــــــــــــلال

صوروغرائب.شعر.اسلامیات.همسات

رسائل حب من غزة

عن دار موزاییک للترجمات والنشر والتوزیع، صدر مؤخرًا کتاب "رسائل لن تصل" للکاتبة الفلسطینیة الشابة هدیل أبو سلیم، حیث تألف الکتاب الواقع فی 100 صفحة من القطع المتوسط، من 66 خاطرة، استلهمتها المؤلفة من بیئات غزاویة متعددة ومختلفة فیما بینها.

وامتازت نصوص هدیل أبو سلیم فی کتابها الأول ببساطة المحاکاة، واللغة الشفیفة البسیطة والمباشرة التی تعبر عن تعاطی الکاتبة مع أدواتها بوضوح، وتقبلها للواقع الذی یلفها ویلف شخیات نصوصها دون الرضوخ له فی زمن الحصار والحرب.
یمکن للقارئ أن یلتقط الأمل المشعّ فی النصوص العاشقة المکتوبة بهدوء لا یشی بحرب تقف وراء الباب بأسلحةٍ قاتلةٍ، وهذا محور قوة اتضح من خلال انشغال الکاتبة بقصص الحب والاشتیاق أکثر من انشغالها بالموت، ما یمکن اعتباره مؤشرًا إیجابیًا على حب الحیاة سواءً استطاعت أم لم تستطع إلیها سبیلاً.

الغلاف تضمّن صورة لعمارات هدّمتها صواریخ الاحتلال مع خلفیة حمراء فاقعة بلون الدم والحب معًا، منازل بلا سکّان مرسلین أو مستقبلین، إلا أن الرسال تکتب رغم ذلک عن کل شیء یجول فی هواجس هدیل أبو سلیم کجزء من المساحة المتحررة من بشاعة الحرب. التقط الصورة المصور محمد البابا من غزة، وصمم الغلاف المصمم أحمد حمزة من غزة أیضًا.

نقرأ من الکتاب:

"هو فرد من أفراد العائلة، معه مفتاح البیت، یحفظ عنا أغنیاتنا، وعناوین قبورنا، ویلهو معنا فی الأزقة والشوارع، یرافق أبناءنا إلى مدارسهم، یجلس على کراسیهم، یختبئ فی حقائبهم..
الموت فی غزة.. صاحب بیت، ونحن لسنا أکثر من ضیوف لدیه."

أیضًا:

" إن کنت عذابک کما تقول، تخلص منی بسرعة... وانفضنی عن روحک... کما تنفض ریشة علقت بثیابک ولا تبالِ... فأنا لم أعد أبالی.

الناس هنا یموتون کل یوم... عشاقًا وغیر عشاق... وأنا أحتاج أن أصدّق أنّ الموت سیخلصک منی... لا الصمت.
نسیت أن أخبرک... الیوم وضعوا الموتى فی ثلاجات البوظة والآیس کریم، فما عادت ثلاجات الموتى تتسع...
جارنا یقول إنهم قد یضطرون إلى استخدام ثلاجات الخضار والفواکه غدًا... فالمزارعون لا یستطیعون الوصول لقطف ما بقی من محاصیلهم بعد القصف... فلا حاجة للثلاجات... لا خضار ولا فواکه... ولا کهرباء".
کذلک:

" یا حبیبی... الیوم أحبک أقل من الأمس... وأخاف فقدانک أقل من الأمس... وإذا ما جاء اللیل... عانقتک بقوة... ودفنت رأسی فی صدرک کالأطفال... اللیل هنا مخیف... والسماء فیه لا تکف عن الغضب... الظلام حالک... تعرف أنی أخاف الظلام... أخاف العتمة... وأهتدی فیه بصوتک...

وهو یهمس... طفلة قلبی المشاغبة... أعطنی یدک... فأعطیک قلبی...

یا حبیبی... صرت أخاف اللیل بعد أن کنت أحبه بنجومه وسمائه... وأفتقد سکونه... وأفتقد أحادیثنا معًا فیه... کنا نهرب إلیه... من ضجیج التافهین... وزحام الأشیاء... نلتقی فیه أنا وأنت فی نجمة ما... نتحدث طویلًا عن کل شیء... الیوم ما عدت أمیز النجوم من طائرات تحتل السماء وتقتل الناس... هی تضیء کالنجوم... لکنْ، فی جوفها موت... لا عشق."
وتختتم أبو سلیم کتابها بنص بعنوان "شکرًا":

"أشفق على أولئک الذین یتهافتون بکل انحناء نفوسهم، لیلتقطوا فتات ما یسقط منی. لو أنهم سألونی العطاء لأجزلت لهم... وأغدقت من خیر الله وخیری..."

نظرات 0 + ارسال نظر
برای نمایش آواتار خود در این وبلاگ در سایت Gravatar.com ثبت نام کنید. (راهنما)
ایمیل شما بعد از ثبت نمایش داده نخواهد شد